رمضان بوعي وإدراك

  

رمضان بوعي وإدراك

الصيام، ينتقل الإنسان من عجلة الحياة المتسارعة والمليئة بالضجيج إلى السكينة والهدوء. وعندما يمتنع الإنسان عن فعل ما اعتاد عليه، يشعر بقوة إرادته وكأنها تتنامى و تزداد صلابةً وقوةً. يبدأ في التخلي عن عاداته الواحدة تلو الأخرى، ففنجان القهوة الصباحي، ووجبات الإفطار، ووجبات الغداء الخفيفة، جميعها تصبح طيّ النسيان. يريد أن يأكل ويشرب فيتمنع،  وعندما يتجرأ على إساءة الكلام يتذكر صيامه فيحترز عن ذلك.  وعند الغضب، يتمتم قائلًا: "صبر جميل". فيشعر باتساع صبره وكأنه ينسج في كيانه خيطًا بعد خيط. إنه بمثابة استعداد مادي ومعنوي لباقي السنة.

 

تصبح العبادات أكثر متعة من أي وقت مضى. وكأن الإنسان لم يصلِّ من قبل، ولم يتصدق من قبل. مع شعوره بالسكينة، يبدأ في التذوق الحقيقي للعبادة يومًا بعد يوم. هذه المتعة لا تشبه أي متعة دنيوية أخرى. و لا يدرك الإنسان تمامًا سبب هذا الشعور، بل يكتفي بالقول: "إنه شهر مبارك...". لكن لماذا هو مبارك؟ كيف أصبح مباركًا؟ ما هذا الشعور بالطمأنينة والرضا الذي يكاد يصبح ملموسًا في الأجواء؟ رمضان هو شهر تهذيب الإرادة من جميع الجوانب، وهو الشهر الذي يحتوي على ليلة خير من ألف شهر. كل من يعيش هذا الشهر بوعي  سيدرك منذ بدايته أن هناك تغييرًا يحدث، وأن نكهة الهواء ورائحته وملمسه تصبح مختلفة تمامًا.

 


 يتمنى لها أن تنتهي. أما إذا لم يتم استيعاب جوهر الصيام ورمضان، فإن التوتر والانزعاج يصبح أمرًا لا مفر منه. فيتحول الصيام إلى مجرد جوع جسدي يتحمله الإنسان قهراً وجبراً من الصباح حتى المساء. فتصبح الأيام   أيام توترٍ وانزعاجٍ بدلًا من أن تكون أيامًا ممتعة. ولا يقتصر الأمر على تعاسة الشخص الصائم فقط، بل يمتد فيشمل من حوله أيضًا، مما يجعل الحياة لا تُطاق لهم. يصبح الانتظار في زحام المرور أثناء الذهاب إلى دعوة إفطار أكثر إرهاقًا من المعتاد. قد يشعر الشخص بالغضب الشديد بدون سبب وجيه. ويصبح كالقنبلة الموقوتة، يرتفع صوته ويبدأ الجدال عند أول مشكلة صغيرة. والسبب ببساطة أنه لا يدرك لماذا يفعل ما يفعله.

مع أنه من أهم أهداف  الصيام مساعدة الإنسان على الاتزان في ردود أفعاله و تحقيق الهدوء والراحة في نفسه. إنه فرصة لتوجيه السلوكيات غير الواعية التي اعتدنا عليها طوال العام وتصحيحها. الهدف الحقيقي هو التوجه نحو الخير في ظل ما يمنحه الجوع من سكينة وسلام داخلي. كأن نفكر في الآخرين أكثر من أي وقت مضى، أن نتحكم في تصرفاتنا، وأن نؤدي عباداتنا بوعي. أما إذا كان الصيام يُمارس فقط كتقليد اجتماعي أو خوفًا من نظرة الآخرين، فإنه يتحول إلى مصدر للإزعاج والضيق، ليس فقط للصائم، ولكن لكل من حوله. 

يقول علم  الخبرات التصميم: "الشخص الذي يقبل الأمور دون تمحيص، ينغلق وعيه." إنه كالماء الضحل، سريع التعكر. أما من يتأمل الأمور ويفكر فيها قبل تقبلها،  فهو كالمياه العميقة، لا تتأثر بسهولة. فلا يتصرف بردود فعل سريعة وخاطئة، بل يكون أكثر هدوءًا وصبرًا. أما من يقبل الأشياء دون تفكير ويمارسها دون وعي، فإنه لا بد أن يواجه نتائج سلبية.

 

نتمنى أن نكون من أولئك الذين يدركون سبب ما يفعلونه، وأن نعيش رمضان بكل معانيه

===

 

عقيدة علم الخبرات التصميم هي علم الواقع الذي يشكل الغد من خلال التجارب السابقة. يعلم الأساليب التي يحتاجها الأفراد لحل مشاكلهم وتحقيق أهدافهم.

 

من خلال برامج "من نحن" و "مهارات في العلاقات" و "سيكولوجية النجاح" ، فإنها تقدم استراتيجيات للأشخاص الذين يريدون أن يكونوا سعداء وناجحين.

 

===


"من بين مليارات الأشخاص، ما الذي يهم" شخص واحد "؟

اسأل هذا الشخص "الواحد" عن الإجابة على ذلك!

يحيى هامورجو

===

4 Yorumlar

  1. "الشخص الذي يقبل الأمور دون تمحيص، ينغلق وعيه."

    YanıtlaSil
  2. مقالة جميلة جدا

    YanıtlaSil
  3. Ayşe Budak25.04.2025 09:39

    آمل أن نفهم وننصف عددًا أكبر من رمضان...💐

    YanıtlaSil
  4. نتمنى أن نكون من أولئك الذين يدركون سبب ما يفعلونه، وأن نعيش رمضان بكل معانيه

    YanıtlaSil
Daha yeni Daha eski